بروفيسور خلف كردين.. عشرات البحوث العلمية والأول في طب الأمراض الجلدية

كردين: أدير علاوةً على النشاط الدوريّ في عدة مواقع طبية، بحثا مخبريا في وحدة الأمراض الجلدية في مستشفى نهريا، إذ نقوم بإعداد البحوث التي تهتم في الآليات ذاتية المناعة التي تساهم بتطوّر الأمراض الجلدية.

بروفيسور خلف كردين.. عشرات البحوث العلمية والأول في طب الأمراض الجلدية

بروفيسور خلف كردين

يواصل بروفيسور خلف هاني كردين (35 عاما) من مدينة طمرة تحقيق الإنجازات الطبية محليا وعالميا، من خلال أبحاثه التي تجاوزت الـ190 بحثا علميا وجرى نشرها في أبرز المجلات العالمية المرموقة، كما شارك في عشرات المؤتمرات الطبية المحلية والعالمية.

وعُرف عن كردين أنه حاصل على درجة بروفيسور في مجال الطب الإكلينيكي (clinical associate professor) من كلية الطب التابعة لجامعة بار إيلان، وجرى تعيينه مؤخرا مديرا لقسم الأمراض الجلدية في المركز الطبي للجليل (مستشفى الجليل الغربي) في نهريا.

ويعمل كردين باحثا ومحاضرا في كلية الطب التابعة لجامعة بار إيلان. بالإضافة إلى إدارته لعيادته الخاصة "كردين للأمراض الجلدية" في حيفا. ليصبح بذلك البروفيسور الأصغر سنا والبروفيسور الأول في مجال الأمراض الجلدية في المجتمع العربي. فهو أول من يُحصّل هذه الدرجة الأكاديمية في مجال الأمراض الجلدية في المجتمع العربي.

وبهذا الصدد، حاور "عرب 48" بروفيسور كردين من أجل تسليط الضوء على مسيرته المهنية والأكاديمية.

"عرب 48": هل لك أن تحدثنا عن سيرتك ومسيرتك؟

كردين: ولدتُ في مدينة طمرة لعائلة داعمة للعلم، والدي د. هاني كريدين حاصل على دكتوراة في الكيمياء ويعمل مفتشا في وزارة التربية والتعليم، ووالدتي كلثوم كردين وهي معلّمة متقاعدة. متزوّج من وصال شحادة وهي حاصلة على ماجستير في مجال صحة الجمهور ولدينا 3 أبناء.

تخرجت من ثانوية الخوارزمي في طمرة، ثم التحقت بكلية الطب في التخنيون بمدينة حيفا، أتمّمت اللقب الثالث (PhD) في علم الأوبئة من جامعة حيفا "بيدميولجي"، أنهيت مرحلة التخصص في الأمراض الجلدية والتناسلية في مستشفى رمبام في حيفا.

حصلت على منحة للبحث الطبي (Research fellowship) من جامعة لوبيك الألمانية حيث درست الآليات المناعية المتعلقة بتطور أمراض المناعة الذاتية للجلد والغشاء المخاطي للفم، وأجريت عددا من الابحاث في مجال الأمراض الجلدية ذاتية المناعة.

"عرب 48": كيف تمكنت من الوصول إلى هذه الدرجة من الترقية العلمية والمكانة المهنية؟

كردين: تعتمد الترقية العلمية على ثلاثة عوامل رئيسية أبرزها عدد وجودة الأبحاث والمنشورات العلمية، وموقع النشر من حيث المكانة المرموقة للمجلة العلمية التي توافق على نشر الأبحاث الخاصة والمميزة، وقد تمكنت من نشر عدد كبير من الأبحاث العلمية في المجالات المنتقاة والأولى في مجال علم الطب وعلم المناعة في العالم.

أما العامل الثاني فيعتمد على مسألة الإرشاد لطلاب الطب في معاهد وكليات الطب، والعامل الأخير يعتمد على العروض العلمية في المجال الطبي في المؤتمرات العلمية المحلية والدولية، وقد تمكنت من تحقيق جميع هذه العوامل بفترة وجيزة، ما فتح لي أبواب الترقيات العلمية والمهنية.

"عرب 48": كيف تفسر نشاطك البارز في إعداد وتقديم الأبحاث العلمية في مجال أمراض الجلد؟

كردين: الوعي لأهمية البحث العلمي في تحقيق إمكانية التقدم العلمي والمهني لما فيه خير البشرية كان الدافع الأول لي للانخراط في مجال البحث العلمي، إذ أنه وخلال فترة التخصص في كلية الطب نحصل على وسائل لتشخيص وعلاج المرضى، لكن قمت بتكريس جل اهتمامي وسخرت وقتي للبحث العلمي بالإضافة لدراسة المهارات الطبية العادية.

وتنفيذا لخطتي التي رسمتها لنفسي بالالتحاق للقب الثالث (phD)، ومن خلال هذه الأبحاث أسست لوصولي لهذه الدرجة الأكاديمية.

"عرب 48": ما هي أبرز الأبحاث العلمية التي أعددتها؟

كردين: أحدث أهم المشاريع البحثية التي قدمتها خلال السنوات الماضية، تتعلق بالعلاقة الإحصائية بين تناول عقاقير السكري من نوع (Gliptins) وبين تطور المرض ذاتي المناعة الذي يظهر على الجلد بصورة فقاعات، والذي يصيب الناس في العقد السابع والثامن من العمر، وقد أثبتنا من خلال زمالتي ضمن مجموعات العمل في البحث العلمي في العام 2018 في ألمانيا، أنه توجد علاقة إحصائية وطيدة بين تناول هذه العقاقير وتطور هذا المرض الجلدي، إذ أن الناس الذين يتناولون هذه العقاقير هم الأكثر عرضةً لتطور هذا المرض والمعاناة منه.

وكان لهذا البحث أثر كبير وحقق تغييرا في الصحافة العلمية، إذ أنه كان من الممكن الحؤول دون انتشار هذا المرض الجلدي لدى شريحة كبيرة من الناس فيما لو امتنعوا عن تناول هذه العقاقير، وقد أثبتُ خلال تواجدي في ألمانيا أن الناس الذين يعانون من هذا المرض الجلدي نظرا لتعاطي العقاقير من نوع (Gliptins) يتميزون بخصائص خاصة من ناحية سريرية ومناعية للمرض، بشكل مختلف عن المرضى الذين يتطور لديهم المرض بدون التعرض لهذه العقاقير.

"عرب 48": حدثنا عن المختبر البحثي الذي تديره؟

كردين: أدير علاوةً على النشاط الدوريّ في عدة مواقع طبية، بحثا مخبريا في وحدة الأمراض الجلدية في مستشفى نهريا، إذ نقوم بإعداد البحوث التي تهتم في الآليات ذاتية المناعة التي تساهم بتطوّر الأمراض الجلدية.

يعمل المختبر البحثي على البحث المختبري الأساسي، ويقدم المختبر خدمة الإرشاد لطلاب الطب للألقاب الثانية والثالثة، تساعدنا الأبحاث في فهم العمليات الخلوية التي تؤدي للأمراض التي نراها بالعين.

"عرب 48": ما هي رؤيتك الإدارية بالنسبة لوحدة الأمراض الجلدية في مستشفى نهريا؟

كردين: تلبي وحدة الأمراض الجلدية في مستشفى الجليل الغربي في نهريا بالإضافة للعمل السريري أيضا معاينة للمرضى بأمراض جلدية، كما يلبي حاجة طلاب اللقب الثاني في تخصص أمراض الجلد من حيث الإرشاد، كذلك وجود مركز للأبحاث العلمية التي تعنى بالأبحاث العلمية الطبية المتعلقة بالأمراض الجلدية أحادية المناعة.

ورؤيتي تتضمن السعي لتحويل هذه الوحدة إلى قسم كامل يمكنه أن يلبي الحاجة العلاجية والأكاديمية لسكان منطقة الجليل الغربي وشمالي البلاد، حيث في حال استعرضنا توزيع الأقسام الجلدية في المستشفيات في البلاد نجد بأنه لا يوجد أي قسم للأمراض الجلدية في منطقة شمالي حيفا.

ومن أجل تحقيق هذه الرؤية هناك تحدي أساسي وهو تجنيد عدد من الأطباء لتشكيل طاقم طبي بكفاءة عالية ورؤية علمية صحيحة، عندها سنتمكن من خوض غمار هذه التجربة بنجاح، إذ أن طب الجلد غالبا ما يكون في عيادات خاصة، ولا تستوجب الحالات المكوث في المستشفى إلا ما ندر في مثل حالات الأمراض المركبة والصعبة، إذ يصعُب تجنيد الأطباء للعمل في المستشفى.

"عرب 48": هل تسعى لمواصلة تحقيق إنجازات مهنية وعلمية؟

كردين: أكثر ما أسعى إليه هو خدمة البشرية، فاختياري الانخراط في العمل في المجال الصحي جاء ثمرة لإيماني بأهمية دوري في تطوير العلاجات المتعلقة بأمراض الجلد على مستوى العالم، وأطمح من خلال مكانتي المهنية والعلمية لتجنيد ودعم وإرشاد أكبر عدد من طلاب الطب ومواصلة الأبحاث العلمية المؤثرة والمهمة، بالإضافة إلى تطوير المختبر مما يساهم في تعزيز البحث العلمي ليعود بالمنفعة على البشرية.

"عرب 48": كيف نجحتم بالفوز في منحة بحثية قيمة من الأكاديمية الأوروبية لعلاج الأمراض الجلدية؟

كردين: نعم فزنا مؤخرا بمنحة بحثية من الأكاديمية الأوروبية لعلاج الأمراض الجلدية والأمراض المنقولة عن طريق العلاقات الجنسية بقيمة 80 ألف يورو. هذه المنحة ستسمح لنا بالتقدم وترقية البحث في المختبر وهو إنجاز هام جدا، إذ أن البحث المخبري له أهمية قصوى للبشرية بصورة عامة وهو بحاجة لتمويل كبير.

وقد اعتمدنا على اتباع العوامل الأساسية في تمويل وتقدم الأبحاث العلمية وهو التقدم للمنح العالمية التنافسية، إذ يتقدم للحصول عليها المئات من كبار الباحثين من مختلف المناطق في العالم لتقديم أطروحات بحثية بمضامين صحية مختلفة، إلا أنه في النهاية يفوز بالمنحة من يتقدم بأطروحة بحث مقنعة وتحمل مضامين بجودة عالية، علمًا أن الحصول على منحة يحثك على الالتزام بتقديم وعرض النتائج على المنصات الطبية العالمية.

"عرب 48": ما هي طموحاتك الشخصية في مجال تخصصك ومكانتك العلمية الحالية؟

كردين: وضعت لنفسي هدفا واضحا وهو خدمة البشرية من خلال مهنتي، وسأواصل مسيرة الأبحاث الطبية والتي تشكل أساسا لتحقيق التقدم في العلاجات.

التعليقات